Friday, 20 August 2010

0

قصائدة مقتطفة من تراث و تركة الشيخ أبو الحسن الششتري

  • Friday, 20 August 2010
  • Fouad GM
  • Share

  • إِنْ حُجِبْتُ عَنْ ذَاتِي بالْطِين

    إِنْ حُجِبْتُ عَنْ ذَاتِي بالْطِينفالغِنَى غِنَى الفقر يُدنيني إِليّا عندي

    إِن خَلَعْتْ يا طَالِبَ الْفَقْرِ

    عالَمَ الْجُسُومِ مَعْ عالَمِ السِّرِ

    بِذَاكَ نَعْنِي الْخَلْقَ والأمرِ

    يَنْجَلِي لكَ الاسمُ في الحينِ

    وترى إِمتدادَ الكافِ والنونِ مَنِ المبدى

    كافُنَا الإلهيُ لاَ يَفْنَى

    إِنْهُ إِلى لَفْظِكُم مَعْنَى

    كُلَّ مَنْ يَهِيمُ بِما هِمْنَا

    مَالُو احتياجٌ لتبيينِذَوْقُهُ إِلى كِل مَكْنُون

    هُوَ الْمُهْدِي

    سَلِّمْ المعارجَ لِلذَوْقِ

    قَطْعُكَ العلائقَ بالحقِ

    وَلْتَدَعْ ما سِوَى الحَقِ

    فالْفَنَا هُوَ غايَةُ الدِّينِأن نَمُوت فموتي يُحْييني

    مِنَ الْبُعْدِ

    إِلْحَظْ المراتبَ في الْعِلْمِ

    واصْرِف اللحُوظَ إِلى الوَهْمِ

    وانْظُر الذِي خاضَ في الْيَمِ

    إِن يكُنْ يُرَى خائِضاً دونِيفرُدُّه ولاَ بُدَّ مَسْنُون

    كذا عِنْدِي



    يَا حاضِراً في فُؤادي
    ************************
    يَا حاضِراً في فُؤاديبِالفكرِ فِيكمْ أطيبُ
    إِنْ لمْ يزُرْ شخصُ عينيفالقلبُ عِندي ينُوبُ
    مَا غِبتُ لَكِنَّ جِسْميمن النُّحول يذوبُ
    فَلمْ يَجدْني عذولٌوَلاَ رآنِي رَقِيبُ
    وَلوْ دَرَى الدَّهْرُ عَنِّيجَاءت إِلىَّ شعُوبُ
    لَمْ يَبْقَ غَيْرُ غَرامٍفَسَلهُ عَنِّي يِجُيبُ

    ************************

    صاحب هذه الأبيات الرفيعة هو ولي الله المحقق الناطق بالحقيقة الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الله الششتري من قبيلة هوازن العربية, الششتري نسبة إلى ششتر قرية بوادي آش, بالأندلس.

    ولد سنة 610 هـ (1214) وكان أميراً بالأندلس, وعاش حياة مرفهة مريحة, بيد أن ما جبل عليه من تطلع إلى المعرفة والكمال, ساقه إلى رجل يصغره بثلاث سنين ويكبره فضلا وعلما ومعرفة , فأخذ عنه وصحبه وحاز على يديه الكريمتين خيري الدنيا والآخرة ولم يكن شيخه هذا الا العارف بالله سيدي عبد الحق بن سبعين الذي أخذ تلميذه المرفه هذا بصنوف التربية والعزائم, ثم أمره أن يغني في الأسواق, ولك تصور مشقة هذا على أمير ماكان يعرف الا تودد الناس إليه والسعي في إرضائه, ولكن العبرة دائما بالنهايات فقد فتح الله على الأمير الششتري وصار علما إسلامياً خالداً.

    تعلق الشيخ الششتري بشيخه ابن سبعين وكان يسميه مغناطيس النفوس واكسير الذوات وساح معه في البلاد كثيراً ولما هجر ابن سبعين الأندلس إلى مكة المكرمة لم يطق الإبتعاد عنه فخرج من الأندلس وقدم عليه فيها كما طاف لوحده فضلا عن حواضر الأندلس كبريات المدن العربية, وزار مكناس وفاس بالمغرب, وقابس بتونس, ومصر ومكة المكرمة, والمدينة المنورة, والشام وإطرابلس.

    وخلف شيخه ابن سبعين بعد وفاته سنة 667 هـ (1269) على طريقته, ولم تذكر له لقيا بالشاذلي رغم تعاصرهما زمانا ومكانا , ولكنه التقى مع بعض رجال الطريقة الشاذلية في مصر وتأثر بهم وتأثروا به , وربما في هذا ما فسر تداول أشعاره بينهم إلى عصرنا - و لعل من بينهم سيدي ابا المرسي العباس المولود في مرثيا بالأندلس و المدفون بالأنفوشي بالأسكندرية.



    وكل مؤلفات الششتري في التصوف ولم يؤلف في غيره قط وهي:

    (1) كتاب العروة الوثقي، و (2) كتاب المقاليد الوجدية في أسرار الصوفية، و (3) الرسالة القدسية والمراتب الإيمانية، و (4) الرسالة العلمية, و حوالي مائة مقطعة من الأزجال و 50 موشحة ممزوجة بالعربية والعامية و 40 قصيدة من الشعر الفصيح وهو أول من استخدم الأزجال في التصوف. أما الموشحات فقد سبقه ابن عربي في استخدامها.

    قضى آخر حياته متنقلا بين مصر والشام حتى توفي في 17 صفر 668 هـ (1270) ودفن بقرية طينة قرب مدينة دمياط بمصر, حسب إشارته إذا قال عندما حل بها حنت الطينة إلى الطينة.

    0 Responses to “قصائدة مقتطفة من تراث و تركة الشيخ أبو الحسن الششتري”

    Post a Comment