Tuesday 7 December 2010

0

لبنان بين واقعية الدراما و اكاذيب الواقع

  • Tuesday 7 December 2010
  • Fouad GM
  • Share
  • انتجت شركة ( ORTV ) التي يملكها السعودي عبد الرحمن الراشد شريطها «الوثائقي» (المشكوك في أهدافه السياسية !!) العام الماضي و المعنوّن «جريمة في بيروت» . مفاد الفيلم تورّط «حزب الله» وسوريا في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ... أما اليوم فيستعدّ الكاتب والمخرج السوري منذر حويجة لإنجاز فيلم روائي طويل بعنوان «لبنان حجر شطرنج» . و وفقا لمقال وسام كنعان في الأخبار فان الفيلم المزمع تصوير مشاهده بين بيروت و دمشق يتناول اغتيال رئيس الحكومة السابق عبر قصة متخيّلة تعتمد على كتاب «اغتيال الحريري... أدلّة مخفية» للألماني يورغن كاين كولبل الذي ناقض رواية القاضي الدولي ديتليف ميليس و الرئيس الأسبق لفريق التحقيق الدولي.

    و الملفت للنظر في هذا السيل اللا متناهي من الأفلام و الروايات و القصص التي تتناول قضية اغتيال الرئيس الحريري انها , و رغم انها اعمال سينيمائية او روائية , الا انها تحاول اماطة اللثام عن حقيقة قرر اللبنانيون تناسيها و إن احتشدوا سنوياً في تظاهرات فلكلورية حاملين يافطات حزبية و مرتدين «فولارات» آخر موضة مزينة بكلمة الـ«حقيقة» وهم يهللين و يصفقين لرؤساء احزابهم التي تواطأت و تهاونت في مقارعة مرتكبيي الاغتيالات السياسية بالقانون و العدالة منذ القرن التاسع عشر !


    دعاية «كرمالك» و «لعيونك» تحتل سماء لبنان لعدة ايام قبل منتصف شباط من كل عام قبل ان تتحول الى طيارات ورق يلعب بها الأطفال و الواح خشب يأوي اليها الشغيلة السوريين و المهجريين المنسيين

    ففي الحقيقة , اصبح «خيال» الدراما و «مخيلة» الرواية هما «الحقيقة» التي تنافيها اكاذيب المسرحية التنكرية المسماة بـ «السياسة اللبنانية» .

    و لعل التسريبات المتتالية التي يفضحها موقع « ويكيليكس » بشكل شبه يومي فيما يخص الشأن اللبناني تثبت ذلك . ففضائح مداولات المسئولين اللبنانيين الـ(غير)ـمحترمين في كواليس «عش الدبابير» في عوكر تثبت ان الوفاق و حكومته « ضحك على الذقون » . و ان التوافق المزعوم بين الطوائف و احزابها ما هو الا غشاء «شيك» يليق بشعب ألِف و تمرس دفن الرأس في الرمال كالنعام . أما الدولة و مؤسساتها ووزارائها و الجماعة السياسية المنادية بها فما هم الا نكت لا يليق الخوض فيها الا على برنامج «أهضم شي» .

    و لا شك ان ما خفي كان أعظم . فلعل اليوم الذي تتسرب فيه مراسلات السفارات المصرية و السعودية و الفرنسية و الايرانية و غيرها من سفارات لاعبيي الشطرنج في لبنان قد دنا.

    و الخلاصة ؟ اصبحت الدراما و الرواية هما المسرح الأقرب للحقيقة و الملجأ للباحث بجدية عنها . اما «الواقع» فقد اصبح هو ذاته الفيلم و المسرحية الساخرة .

    و لا اعتقد ان كثيرين سيجادولنني في هذا الاعتقاد اللهم الا المتحفظون على اسعمالي لإسم «اصبح» الناسخ و كأنني ادعي ان « الواقع » اللبناني شهد يوماً لم يكن هو فيه مسرحية



    0 Responses to “لبنان بين واقعية الدراما و اكاذيب الواقع”

    Post a Comment