Monday, 8 November 2010
2
كان يا مكان ... في يوم من الأيام كان في مصر ... اما الآن فهناك قاعدتان
اعذروني ان كنت لا اضيف الى هذا الحوار العقيم الا الأسى و الألم و اليأس و القرف ... بعد سكوت عدة أيام و امتناعي عن الخوض في الموضوع مع اصدقائي او قراء هذه المدونة ... و لكن ربما سأضيف شيئا في المستقبل القريب ... أما الآن فاسمحوا لي ان انفس عن بعض غضبي اثر تفجر قنبلة جديدة في صراع العميان و الطرشان هذا
اليوم تفجت جولة جديدة من مصارعة البجم بين مسلمي مصر و مسيحييها الذين ينهشون في بعضهم البعض تحت غطاء كنيسة متعجرفة و أزهر فاسد و مشائخ الفضائيات المنافقين و نظام سياسي آخر آمله تتحقق حين تتناطح قبائل المصريين ... هذه المرة تعلن " القاعدة المسيحية " من أمريكا جهادها المقدس و رغبة ابنائها في الدفاع عن مصر و تخليصا لها من " المستوطنين العرب و المسلمين " و استعدادهم للـ" استشهاد " في سبيل تحقيق ذلك
و طبعا الرد من المسلمين جاء على حجم الوقعة و دويها
ذلك في الوقت الذي يمتنع فيه البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقصية عن الحديث
و يبقى الصمت مفتوحا امام كل التفاسير ... اما الأزهر الشريف فممعن في فقدان شرعيته ... و مشايخ الفضائيات بين مجامل و مماطل و مزايد ... أما النظام فلا تسعه فرحته ...
و في هكذا اجواء تبقى الساحة متروكة للقاعدة المسلمة من جهة و القاعدة المسيحية من الجهة الأخرى ... و لا ننسى طبعا 80 مليون من البقر (اللى هم اهلي و ناسي) من اتباع هذه القاعدة او تلك
فراج اسماعيل كتب للـ "مصريون" صباح اليوم معلما قراءه ان " القاعدة المسيحية تهدد مسلمي مصر " بس الأسخم بقى رد فعل القراء و تعلقيقاتهم على المقال و هو ما يؤكد ان للقاعدتين المسلمة و المسيحية جماهير غفيرة و ان شئنا الادعاء غير ذلك
في مصر : إما تجاهل الاحتقانات المسيحية - الاسلامية او الصدام البغيض ... اما مواجهة العلل و
مناقشة الأسباب بروح التغيير فذاك تهديد للأمن القومي طبعا و مدعاة لتدخل الأمن لوءد الفنت
و طبعا مش لازم ننسى ان في خلال اليومين الماضيين اعلن 6000 من مسيحيي مصر على الفيسبوك مشاركتهم في صلاة حارة من أجل مصر . و رغم استهدافها دعوة الرب لحماية الكاتدرائية و ان يعم السلام ارض مصر الا ان الجروب الخاص بهذه الصلاة ينادي بوحدة مسيحية تتخطى الفواصل المليّة بين الأرثودكس و الكاثوليك و الانجيليين (المسلم ليس مدعو فيها) كما اتخذ الداعون لهذه الصلاة من شعار "مصر للمسيح" شعارا لها ... ولعل كتابات المشاركين تدل على ذلك التوجه الطائفي المتزايد و ان كان تحت غطاء من المحبة و الصلاة و الصوم
على كل , في اجواء مصر المعاصرة الملبدة بغيوم غطرسة الكنيسة و علاقتها الملتوية بالنظام الحاكم و سيطرتها على أقباط مصر كطائفة بالاضافة الى فساد الأزهر و انتهازية مشايخ الفضائيات و قمع الأمن للمبادرات الفكرية و الثقافية و الاجعماعية الهادفة الى مجابهة الاحتقان الطائفي ... فلا شك ان كل ذلك سيساهم في افساح المجال لمتطرفي القاعدة من المسلمين و المسيحيين ... و الوقود : شعب عودته قياداته الدينية ان " الجدال حرام " و عودته قيادته السياسية ألا حقوق لأحد و ان العنف و الكراهية هما السبيل الأوحد لنيل المطالب
لقد نجحت القنيسة القبطية تحت رعاية البابا شنودة كما نجح النظام المصري برئاسة الرئيس مبارك و ثنائيات الفساد و الرجعية الأزهرية و مشايخ الفضائيات ... لقد نجحوا مجتمعين في نقل مصر و المصريين من عصر "العمران المدني" الذي كتب عنه ابن خلدون في القرن الرابع عشر في مصر الى عصر القبائل و الطوائف و القطعان بعد ستة قرون كاملة
فالرحمة لا تجوز الا على الميت ... و مما لا شك فيه انها جازت على المواطنة في مصر
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
2 Responses to “كان يا مكان ... في يوم من الأيام كان في مصر ... اما الآن فهناك قاعدتان”
10 November 2010 at 05:56
Thank you for the great post!
10 November 2010 at 07:00
ولا حول ولا قوة الا بالله
Post a Comment