Tuesday, 5 October 2010
Tripoli: no longer "capital of the north"
He compared the Tripoli of his childhood, to contemporary Tripoli. Back then, Bachir, a Christian studied at the Dar al-Tarbiya wal Ta`lim, a reputed Islamic high school at the time where he was taught Arabic and English by Christian teachers. At the same time, the son of Tripoli's mufti taught at the Catholic missionary Ecole des Freres.
He recalls a time when Tripoli was home to a cross-sectarian elite, a political bourgeoisie and an absentee aristocracy whose urban palaces were pilgrimage sites for peasants with complaints and grievances.
He compares that, with Tripoli today.
Markets on the banks of the Abou Ali river (photo by Fouad GM)
For me, Tripoli is an untold story. Unlike the ugly concrete jungle and the plastic surgery vetrina that is Beirut, Tripoli is an urban space of history, conflict, nostalgia, social relations and emotions. An ageing market and a human struggle. So, in certain ways, I hear and feel Bachir.
Nevertheless, I'm uneasy at Bachir's nostalgia for some of the phenomena of Lebanon's decline. The nostalgia for a time when absentee politicians and aristocrats owned the country, ran monopolistic businesses in the city and married and lived amidst the Egyptian, Ottoman and European elites.
In any case, below is what Jirji Bachir wrote. And here is Tripoli as seen by my lens (set I) and (set II).
طرابلس لم تعد عاصمة الشمال - جرجي بشير
أخي الاستاذ جهاد،تشاء الصدف انه في اليوم السابق لنشر مقالك(•) عن طرابلس كنت في جولة هناك اعرّف زوجتي وأحد ابنائي على احياء المدينة التي عشت فيها ثمانية عشر عاما من شبابي. وقد شاهدنا ما شاهدت مما احزنني لما لي من ذكريات حميمة في طرابلس مدينتي.
كانت طرابلس عاصمة الشمال. فيها كل ادارات الدولة الرسمية حيث يهبط اليها يوميا عشرات الآلاف من ابناء الاقضية لانجاز معاملاتهم. كانت فيها كل المدارس يأتيها ابناء الاقضية يوميا طلبا للعلم. كانت فيها كل المستشفيات وكل المصارف ووسائط النقل والمتنزهات واماكن اللهو والمطاعم والحانات ومحال التسوق والتموين ومكاتب المهندسين والمحامين... وفيها الكهرباء والماء. ولم يكن كل ذلك متوافرا ومتاحا في اقضية الشمال قبل حرب 1975.
كانت طرابلس عاصمة الشمال، فيها منازل نواب الاقضية حيث يستقبلون هناك - وليس في قراهم - اصحاب الحاجات الطامحين الى مساعدة، كانت المدينة حيث يسكن ابناء الاقضية، يعملون في القطاعين العام والخاص، يطلبون العلم لأولادهم او لمجرد العيش في مدينة مزدهرة توفر كل اسباب حياة الرفاهية، ومنهم من لا تبتعد قريته بضعة كيلومترات عن طرابلس (الكورة وزغرتا). وكانت في طرابلس كذلك المصالح التجارية والصناعية لأبناء الاقضية (قدر عدد المؤسسات التي يملكها ابناء زغرتا وحدها بنحو 600 مؤسسة قبل حرب 1975).
كانت طرابلس مدينة العيش الواحد بامتياز. كنت اتعلم، انا المسيحي واخواني، في دار التربية والتعليم الاسلامية وكان ابن مفتي طرابلس يدرس في الفرير وكان الامر عاديا. استاذي في اللغة الانكليزية كان مسيحيا وكذلك استاذي في اللغة العربية. كنت وأحد زملائي الطلبة المسيحيين من مدرسة اخرى، نخطب في صحن الجامع المنصوري الكبير خلال التجمعات والتظاهرات الطالبية. كانت البناية التي نسكنها في شارع النجمة تضم جيرانا من الكورة وزغرتا وبشري وعكار والبترون وبالطبع من طرابلس. كنا نشتري الكحول من اي محل سمانة او نطلبه في معظم المطاعم. كانت ايقونة العذراء تنتقل من بيت الى آخر يومياً في امسيات شهر ايار في شبه تظاهرة تضم المئات. كان نائب رئيس البلدية حكما مسيحي (ارثوذكسي) وكان احد معامل العرق المشهورة يبعد امتاراً عن مدخل احد المساجد.
كانت الناس تترك ابواب محلاتها مفتوحة عندما تذهب لتأدية صلاة الجمعة او الظهر وكانت تغلق هذه الابواب احتراما لمرور الجنازات مسيحية ام اسلامية. كانت اجراس الكنائس تقرع في مناسباتها ومآذن المساجد ترفع الآذان في مواقيتها. كانت المناسبات واحدة للجميع سواء كانت افطارات رمضان او استقبال العائدين من الحج او المفاقسة بالبيض في عيد الفصح.
تلك باختصار "طرابلس التي كانت...".
(للمزيد عن طرابلس التي كانت يمكن مراجعة كتب الدكتور خالد زيادة عن التحولات في المدينة. كذلك النص الجميل "شارع الكنائس" للدكتور خضر نبّوه. ومراجعة الصور البديعة التي جمعها في كتاب الاستاذ بدر الحاج).
ما شاهدناه في تلك الجولة وما كتبته يا استاذ جهاد يصعق اي زائر للمدينة خاصة الذي يعرفها كما كانت. دمعت عيناي عندما اشرت الى البناية التي كنت اسكنها حيث تحول الحي بكامله بنايات مهترئة ودكاكين نصفها على الارصفة وطرقات صارت اخاديد ومرائب سيارات.
طرابلس لم تعد كما كانت اي لم تعد عاصمة للشمال، ولم تعد مدينة العيش الواحد. تفرعت ادارات الدولة الرسمية الى الاقضية عدا القليل منها. انتقلت المدارس الى خارج المدينة (الفرير الى زغرتا، راهبات المحبة ومركز داود كرم الى الكورة... الخ). بنيت المستشفيات في الاقضية وافتتحت المصارف فروعاً لها وانتشرت أماكن اللهو والمطاعم ومحال التسوق والتموين. ترك طرابلس كل نواب أقضية الشمال وغادرها ابناء الاقضية نهائياً بعد ان اغلقوا أو باعوا أو نقلوا مؤسساتهم وعائلاتهم.
غادروها الى اماكن أكثر أماناً وحرية. ازيل تمثال الزعيم الوطني الكبير عبد الحميد كرامي من ساحة مدخل المدينة كي تصبح "قلعة المسلمين طرابلس". لم تعد هناك مواقف سيارات للأجرة تنقل الناس الى قراها. لم تعد ايقونة العذراء تنتقل من بيت الى بيت في شهر أيار وبعض الكنائس لا تقرع أجراسها لأن أبناء رعيتها غادروا المدينة. اقتلعت كل جنائن البرتقال وانتشر البناء العشوائي.
اذن العمل الخيري وحده لن يكفي لاستنهاض طرابلس.
(•) راجع:
1- مقال جهاد الزين: "طرابلس الشرقية أو طرابلس الغرباء" (قضايا النهار" 17/9/2010).
2- مقال المهندس رشيد الجمالي: "رؤية انمائية للمدينة المعزولة منذ 1975: لماذا المنطقة الاقتصادية الخاصة بطرابلس" ("قضايا النهار" 23/9/2010).
0 Responses to “Tripoli: no longer "capital of the north"”
Post a Comment