قل للمليحه في الخمار الأسود :: مـاذا صنعـت بناســك متعـبـد ؟

و هنا قصة اخرى من تراث الأدب العربي ... و ابطالها ثلاث أبيات من الشعر الرومانسي العربي الأصيل قبل لي انها تعود لشاعر أندلسي قدم اليه تاجر من بلاد المغرب او من غير مدينة من الأندلس ... و لكن تبين لي حديثا ان القصة التي اوردتها سابقا صحيحة ان ان هوية ابطالها جانبها الصواب ... و ها هو التصحيح منقول عن ملتقى أسمار :

قصة هذه المقطوعة المكونة من ثلاثة كما أوردها صاحب الأغاني ( 3 / 45 ) أن تاجرا من أهل الكوفة قدم المدينة بأخمرة نسائية فباعها كلها , وبقيت السود منها لم تنفق , وكان صديقا للدارمي المغني الشاعر (القرن الثاني الهجري / التاسع الميلادي) , المشهور بين أهل مكة بالظرف فشكا غليه ذلك الكساد الذي أصاب مسافعه السود , لعله يجد سبيلا لإنفاذها وكان الدارمي قد تنسك وترك الغناء وقول الشعر , ولكنه إزاء إلحاح صديقه هداه تفكيره إلى القيام بعمل إعلان شعري غنائي للخمر ’ حتى يتم بيعها وإقبال النساء عليها , ثم يعود إلى تنسكه الذي كان عليه فقال :

قل للمليحه في الخمار الأسودمـاذا صنعـت بـزاهـد متعـبـد ؟

قـد كـان شمـر للـصـلاة ثيـابـهحتى وقفت له بباب المسجـد .

ردي عليـه صـلاتـه وصيـامـهلا تقتلـيـه بـحـق ديــن مـحـمـد

وغنى في الأبيات صوتا رائعا شاع في الناس أمره , فلم تبق في المدينة ظريفة إلا ابتاعت خمارا أسود . حتى نفذ كل ماعند العراقي منها .. ورجع الدارمي إلى نسكه .

قصيدة " قل للمليحة " من أداء صباح فخري في لوس أنجلوس

وإذا كانت الأبيات قد اجتذبت قلوب النساء للشراء , فقد لقيت رواجا عند أصحاب الإعلانات .. وأكد عمليا كيفية التآخي بين النشاط الأدبي والنشاط الاقتصادي , , كما أثار هذان البيتان إعجاب الشعراء في الأجيال اللا حقة فقاموا بمعارضتها بغية المماثلة أو التفوق عليهما مغيرين في الألوان بما يتناسب مع أذواقهم , أو بما تقترحه إحدى الملاح , أو مبقين على اللون الأسود.

و قد قمت بتسجيل غناء فرقة "وسط البلد" المصرية المعاصرة لهذه الأبيات الثلاث في اطار حفلة غنائية رمضانية لهم على خشبة مسرح الجنينة بحديقة الأزهر رمضان المنصرم (1430 / 2009) و يمكنكم الاستماع الى هذا الالقاء على صفحة الـ"يو تيوب" الخاصة بي هنا .

قصيدة " قل للمليحة " من أداء فرقة "وسط البلد" في القاهرة

( اضعط هنا للاستماع لهذه المقطوعة بأداء فرقة "وسط البلد" و الفنانة أصالة )